الجمعة، ٧ سبتمبر ٢٠٠٧

القيلوله

القيلولة هي فترة استراحة واسترخاء بعد الظهر أو غفوة قصيرة بعد الغداء وهي النوم اليومي التقليدي في المناطق الجنوبية في البرتغال ومنها امتدت الى اسبانيا . ثم الى دول أميركا اللاتينية والفليبين وهي عادة مشتركة في الصين وتايوان والهند واليونان وايطاليا ودول الشرق الأوسط وشمال افريقيا حيث تكون الحرارة شديدة في هذه الدول في فترة ما بعد الظهر ما يدفع الناس الى الاستراحة وسط هذه الأجواء. ‏ المفهوم الأصلي للقيلولة هي الاستراحة الظهرية وكانت سابقا تعتبر مجالا للناس لقضاء وقت الغداء مع اصدقائهم وعائلاتهم بعد فترة من العمل ولم يكن يتخللها النوم ابدا ثم ما لبثت ان صارت الغفوة جزءاً اساسياً من القيلولة التي اصبحت تعني في وقتنا الحاضر النوم القصير من 15 الى 30 دقيقة بعد وجبة الغداء. ‏ شغلت القيلولة الكثير من الباحثين والدارسين حول أهميتها وفوائدها واظهرت الدراسات العلمية ان حاجة الجسم البيولوجية تتطلب تلك الغفوة القصيرة لان انخفاض درجة حرارة الجسم في منتصف النهار يحدث حالة من النعاس كما يحدث في الليل وليس سببها طعام الغداء ونتيجة لما يسمى دورة (ساعة الجسم الداخلية) أكد الباحثون وجود ميل بيولوجي قوي عند الانسان للاحساس بالتعب والاستغراق في النوم عند الظهيرة لذلك تعتبر القيلولة جزءاً من دورة النوم وليست مؤشرا على الكسل والخمول. تعتبر القيلولة تقليداً شائعاً في البلاد الاستوائية والحارة ويعود أصل الكلمة الى اللغة الاسبانية المأخوذة من اللاتينية وتعني الساعة السادسة والمقصود بها السادسة بعد الفجر أي الساعة الثانية عشرة ظهرا، ويقول البعض انها بدأت منذ أربعمئة سنة حين كان المزارعون يذهبون الى بساتينهم منذ شروق الشمس ويتوقفون عن العمل عند الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة لتناول طعام الغداء بعد عمل لمدة ثماني ساعات متواصلة فكانوا يحتاجون لفترة قصيرة يرتاحون فيها ومن هنا جاءت القيلولة وقد أخذت اسماء متعددة حسب بعض المناطق لكن بقي لها المعنى نفسه ففي جنوب القارة الاسيوية ينتشر تقليد النوم بعد مساج خفيف بزيت الخردل بعد تناول الغذاء ليساعد على النوم، وفي بنغلادش تسمى (بهات جام) وتعني نوم الأرز كناية عن النوم بعد أكل الارز وفي الصين وتايوان تسمى (ووشوي) اي النوم بعد الغداء ويستمر من ساعتين الى ثلاث ساعات، وهناك شركات يابانية تشجع عمالها على نوم القيلولة في غرف خاصة تسمى (غرف التقيّل) وفي اسبانيا يتمسك الاسبانيون بعادة القيلولة ما دفع رجال الأعمال لفتح محلات خاصة للقيلولة تفتح من السابعة صباحا وحتى منتصف الليل وتوقظ الزبائن من قيلولتهم بموسيقا هادئة أو مساج حسب الرغبة. ‏ أخيرا أكدت الدراسات ان للقيلولة منافع كثيرة مثل تحسين أداء العمل وازدياد اليقظة لانها تشحن بطاريات الطاقة عند الانسان وتزيد من فعاليّة الذاكرة والتركيز والانتاج وتعطي طاقة وحيوية أكثر كما أنها تقلل من التوتر وتضفي على صاحبها السعادة في العمل.

ليست هناك تعليقات: